كنت أسمع هذه العبارة في صغرى كثيرا خاصة من بعض الرجال
وعندما كبرت قليلا عرفت أنها حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيه
(النساء ناقصات عقل ودين )
وعندما عرفت ذلك بصراحة .. صُدمت .. لأنى فهمت المعنى
الظاهرى فقط لهذه الكلمات و لا يُعقل أن يقول سيد الخلق صلى الله عليه وسلم عن
المرأة هذا القول والذى يتشدق به الرجال الآن ويرموننا به
كأنه سبة .. ومنذ سنوات وقع فى يدى كتابا للشيخ محمد متولى الشعراوى رحمه الله
وجزاه خيرا عن المسلمين أجمعين كتاب بعنوان (المرأة فى القرآن الكريم )
وهو كتاب أكثر من رائع يناقش فيه شيخنا الجليل الكثير من القضايا التى تهم وتخص المرأة
كعمل المرأة وتعدد الزوجات والحجاب ورأى فضيلته فى النقاب وغيرها من الأمور
التى تهم أى مسلم بصفة عامة والمرأة بصفة خاصة
وأخيرااااااااا وجدت بغيتى ..وهو تفسير لهذا الحديث
الشريف تناوله شيخنا رحمه الله فى هذا الكتاب.. حيث قال فيه عالمنا الجليل
ببساطة وبكل وضوح إن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ناقصات عقل ودين ..لا يعنى طعنا فى فكر المرأة وذكائها وإن كان يكشف عن طبيعتها
فالمرأة تفعل أشياء بعاطفتها يقف العقل عندها أما مسألة الدين ..فهى بحكم طبيعة خلقها تمر بأيام
فى الدنيا لا تؤدى فيها صلاة ولا صياما وهذا ليس عيبا لأن الله خلقها هكذا
فهذه طبيعتها لتؤدى مهمتها فى الحياة إذن فالمسألة شرح لطبيعة المرأة وليس محاولة
للانتقاص منها وإلا ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخد برأى أم سلمة رضى الله عنها
فى صلح الحديبية وما كان قد قال عن عائشة رضى الله عنها
( خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء )
فقد كان وجهها رضى الله عنها يميل إلى الاحمرار إن من يحاول تفسير هذا الحديث النبوى الشريف
على أنه طعن فى المرأة يكون قد جانبه التوفيق ولم يفهم معنى الحديث
إن الله سبحانه وتعالى قد جعل لكل من المرأة والرجل مهمته فى الحياة وتم الخلق
ليناسب هذه المهمة فالرجل لأنه يسعى فى سبيل الرزق محتاج
لأن يحكم عقله وحده دون عاطفته حتى يستطيع أن يحصل على الرزق
ويوفر للأسرة احتياجاتها والمرأة لأنها هى التى تحنو وتربى وهى السكن
لابد أن تكون عاطفتها أقوى لتؤدى مهمتها ومن تمام الخلق
أن يكون كل مخلوق ميسرا لما خُلق من أجله
انتهى كلام الشيخ الشعرواى فيما يتعلق بهذا الحديث الشريف
وبعد قرائتى لتفسير حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
أيقنت أن من يتفوه بهذا الحديث من الرجال بغرض السخرية من عقل المرأة وتد ينها
إنما ينم عن جهل المتحدث وعدم معرفته بقصد رسول الله
صلى الله عليه وسلم من وراء هذه الكلمات
وهو الذى أوصى أمته بحسن معاملة المرأة فى آخر خطبة له قبل وفاته
حيث قال صلى الله عليه وسلم أيها الناس :استوصوا بالنساء خيرا
فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئاً و إنّكم إنَّما
أخذتموهن بأمانة الله و استحللتم فروجهن بكلمات الله
فاعقِلوا قولي، إنّي قد بَلَّغت و قد تركتُ فيكم ما إن
اعتصمتم به فلن تضلّوا بعدى أبدا،
كتاب الله وسنة نبيه.)
والله احنا غلابة أوى
وأخيرا .. همسة فى أذن كل من تسمع هذه
العبارة من باب السخرية
( اللى يقولك بعد كده انتى ناقصة عقل ودين
ردى وقولى
ما أنا عارفة)